تمهيد :
تحولت العذرية وغشاء البكارة إلى كابوس يقضّ مضجع الجميع … فالبعض يتهم المرقّعين والمعالجين بالغش والتدليس والخداع ، وآخرون يقتلون الضحايا من غير وازع دينيّ أو أخلاقيّ ، وآخرون لاهمّ لهم سوى إصدار الفتاوى المضلّة التي لاتفرّق بين حالة وأخرى ، فتغلق الباب أمام التوبة وإصلاح الخطأ وانتشار الفضيلة ، بل إن تلك الفتاوى بتساويها بين الجميع ومنع الستر تفتح المجال أمام إشاعة الفوضى وانتشار الرذيلة في المجتمع الإسلامي ، كما وأنّ هناك من يجعل من نفسه وصيا على أخلاق الجميع حسب أهوائه .
أيها المفتون الأفاضل :
خذوا من وقتكم الثمين حتى تقرؤوا عن معاناة آلاف الفتيات المسلمات ، اللاتي فقدن عذريتهن بسبب اندفاع الماء ، أو العادة السرية …. أو الإغتصاب ، وغير ذلك ، ثم بعد ذلك تصدرون فتاويكم حتى تكون منسجمة مع الشريعة الإسلامية ، وبعيدا عن الأهواء وسوء الظن ، فاليوم فتوى وغدا حساب .. فجنة أو نار .
أما أنتم أيها الأطباء الأجلّاء :
فإني أدعوكم إلى تقوى الله عزّ وجل في السر والعلن ، ثم عليكم أن تتذكروا جيدا بأنكم لا تفهمون ولاتعلمون عن أيّ شيء خارج تخصّصاتكم العلمية الضيّقة ، وبناء على ذلك فإن سألكم الناس عن الأعشاب ونباتات الأرض وخشّاشها وأنتم لم تدرسوا عن فوائدها ومضارها وتأ ثيراتها فعليكم أن تجيبوهم بالحقيقة والواقع ….. فلا تنكروا أو تنفوا أشياء لا علم لكم بها، وليكن جوابكم : لاعلم لنا إلّا بماتعلمناه في كلياتنا العريقة ، ولانتحدث في غير مالانعلم ، والله أعلم … ثم اعلموا بأنّ نصف العلم في قول : لا أعلم ، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وعلينا جميعا أن نتذكّر ونعتبر من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : ( إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لايلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات ، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لايلقي لها بالا يهوي بها في جهنم ) رواه البخاري 6487 .
إن إجراء أبحاث مستفيضة حول النباتات قد أظهر كثيراً من الأدوية وساعد على اكتشاف معظم العلاجات الأجدى نفعاً في العالم.
فالتوبوكورارين ، وهو أقوى الأدوية المرخية للعضلات على الإطلاق يستخرج من نبتة الكوريرا ، ويأتي المورفين الذي هو أفضل المسكنات من الخشخاش المنوم ، ويتم استخلاص المواد المبنجة من نبات الكوكة ، وتستخرج الكينين المضادة للملاريا من الكينا ، أما أفضل دواء للقلب (ديجوكسين) فيستحصل من القمعية، وهو ما ينطبق أيضاً على الافيدرين المضاد للسعال حيث يستخرج من نبات الشاي الصحراوي ، وأما الإسبرين فإنه في الأصل مستخرج من لحاء أشجار الصفصاف … وهذه الأدوية والكثير من العلاجات الحديثة الأخرى جميعها دون استثناء من مكونات معزولة من النباتات الطبيعية .
إلاّ أن جميع شركات الأدوية قد وجدت مع الوقت أن من الأسهل والأقل تكلفة لها تركيب بعض المواد الصناعية الكيميائية التي تحاكي العناصر الطبيعية الموجودة في النباتات واستخدامها في الأدوية ، وذلك بعد أن أخذت بتحليل بعض النباتات والتعرف على مركباتها الكيميائية ومن ثم تصنيع مواد مقلدة لها ، وهو ما أدى إلى فقدان تلك الأدوية صفتها الطبيعية ، حيث أصبحت أخيراً عبارة عن مركبات كيميائية صناعية بعد أن كانت معتمدة في الأصل على الخلاصات الطبيعية للأعشاب والنباتات ، وهو مايعني أن النباتات ومن ضمنها الأعشاب هي أصل كل دواء ، وكانت كل الأمم العريقة تاريخيا تتعالج بالأعشاب وتعالج بها العقم وجميع الأمراض ، بما فيها أمراض المخ والدورة الدموية ، فكيف إذا بالبعض ينكر دورها وأهميتها في استعادة العذرية وترميم غشاء البكارة !! .
إنّ الطب الحديث لا يمكن له الإستغناء عن الطب القديم ، و الطب القديم كذلك لا يستغني عن الطب الحديث ، وأيّ شخص يمارس مهنة الطب ويفهم فيها لا يمكن له أبدا أن ينكر أهمية طب الأعشاب و لا الطب الحديث ، والجاهل فقط أو المتعصّب لرأيه هو الذي ينكر لأنّ جهله وتعصّبه أعمياه عن الحق والبحث في الحقائق العلمية الثابتة .
وللعلم والتأكيد فإنه بالنسبة لاسترجاع البكارة الأصلي الذي خلقة الله تعالى في البنت لا العمليات الجراحية تعيده من جديد و لا الأعشاب كذلك ترده ، والأفضل لمن لا يفهم في غير تخصّصه أن يسكت ويقول لا أعلم أو لا أعرف ، أو لم أقرأ ولم أسمع ، أو لم أرى فذلك هو أقصى مايمكن أن يقوله أيّ دكتور يحترم رأيه ونفسه ، وينشد الحقيقة العلمية ولاشيء غيرها ، بعيدا عن الأهواء والآراء الشخصية الضيقة .
والله سبحانه و تعالى خاطب الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له : { وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلا …} بما في ذلك جميع الرسل والأنبياء عليهم صلواة الله وسلامه وكل الثقلين ( الإنس والجن ) فكيف يقول أحد هم بعد ذلك ليس فيه كذا و لايوجد …. وينسى أو يتجاهل أنه فوق كل ذي علم عليم .
ثم إنه لا القائمون على العمليات يضمنون نجاحها مائة بالمائة ، وإنما هم يجتهدون ويعملون بجد والتوفيق من الله تعالى ، وكذلك أيضا الأمر بالنسبة للعلاج فهو يعمل على استعادة العذرية وإحداث النزيف ليلة الدخلة ، وكل ذلك هو مجرد أسباب ونحن مطالبون بالأخذ بها والإعتماد على الله تعالى ، والتوفيق والستر من الله تعالى ، إنما ينبغي على الطبيب سواء كان مرقّعا أو معالجا أو هما معا أن يكون صادقا وعادلا ونصحونا وأمينا وحافظا لأسرار مريضاته داعيا إلى ترك الزنا والفجور ، خائفا من الله تعالى في السر والعلن وقبل ذلك وبعده يفعل الله مايشاء .
والخلاصة : إذا كان الطبيب مشهود له بالخبرة والأمانة فإنه لايضره إذا لم ينجح مرة أو عدة مرات ، تماما كما لم يضر المسلمين هزائمهم في غزوة أحد وبعض المعارك الأخرى والله تعالى وعدهم بالنصر والتمكين فحدثت الهزائم لحكمة يعلمها الله ثم انتصر المسلمون بعد ذلك ودخل الناس في دين الله أفواجا ووصل الإسلام لكل بقاع الأرض بعد ذلك وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
ليس ذلك هو موضوع البحث وإنما كنت ومازلت وسأستمر إن شاء الله في التأكيد على أن الله تعالى هو الشافي وهو سبحانه الستّار العليم فإذا شاء بفضله أن ينجح العلاج والعمليات نجحت ، وإذا شاء بقدرته عكس ذلك فلن تجدي العمليات نفعا وكذلك العلاج .
ثم أرجع وأكرر : أطلب من كل بنت أن تقوم بإجراء عملية الترقيع حتى
يتحمّل غيري مسؤوليتها في الدنيا والآخرة ، وإن رفضت أو لم تسمح لها ظروفها
بذلك وطلبت مني مساعدتها فإنني سأساعدها إن شاء الله تعالى الشافي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق